الشباب و عملية ” الحريك ” إلى الافتراضي

آخر تحديث :
الشباب و عملية ” الحريك ” إلى الافتراضي

الشباب و عملية " الحريك " إلى الافتراضي

ميدلت بريس ــ حسن زاهو

احتضنت دار الشباب ابن خلدون يوم 01 مارس 2014 محاضرة للدكتور عبد الرحيم العطري أستاذ السسيولوجيا بكلية الاداب فاس سايس تحت عنوان " الشباب بين الافتراضي و الواقعي " من تنظيم الجمعية الاطلسية للمبدعين الشباب .

وبشراكة مع مجموعة من الجمعيات و المنبرين الإعلاميين المحليين و كذا المجلس الحضري لميدلت، بالإضافة إلى مؤسسة رسالة الأمانة . وفي حضور مهم للشباب و المهتمين افتتح هذا اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم.ثم التحق الدكتور عبد الرحيم بالمنصة مستهلا محاضرته بالشكر الجزيل للجمعية و للحضور . ثم بدأ الأستاذ بحكاية  الصنابير المتلفة  في إشارة إلى سؤال ماذا نريد …؟

واستنادا للإحصائيات فإن أزيد من 66%  من الشباب يقضي ثمان ساعات أمام الانترنيت، دلالة على الاستقطاب الكبير لهذا العالم الافتراضي الذي يجد فيه الشاب ضالته بعدما تنكر له الواقع لأمور . فعندما نودع الأبناء بدور للحضانة بديهيا سيودعون آباءهم بدور العجزة يقول العطري. وفي ظل وجود اختلالات في المجتمع و بعدما أصبح الجانب التربوي يحيله واحد لأخر ، أصبحت التقاليد تندثر فالمتمسك بها يسمى ( دمدومة –تقليدي-غامل …)

ولقد ساهم الانتقال الديموغرافي على "الحريك" إلى هذا العالم .فصعوبة أن تجد صديقا في الواقع،الفايسبوك يوفر لك مئات أو ألاف منهم ..فعجزك عن الزواج  في الواقع يعطيك الافتراضي الحق ان تسمي نفسك مخطوب أو مرتبط أو حتى متزوج  .

وكغيره  فإن الانتقال المجالي الذي حول الأشياء من الوصفي إلى الرقمي زاد من حدة البحث  على الافتراضي . ففي القديم كانت المنازل تتطور و تتكاثر أفقيا  فإن سألت لمن هذه يقال لك لفلان ،لكن اليوم أصبحت تتزايد عموديا فأصبحت تعرف بالأرقام 17 أو 20..مثلا. وفي دراسة لما يريده الأطفال الكل يتحدث عن الفوز بالقدم الذهبي أو المشاركة في استديو دوزيم أو للالة العروسي فهذا انتقال للقيم إذ في القديم الطفل يريد أن يكون معلما أو طبيبا …

عن أي شباب نريد أن نتكلم ؟ سؤال يطرح نفسه . هناك شباب مندمج ،منفصل ، مهاجر ، مهذور ،مفرمل ( يجد صعوبات في كل شئء  كالشغل،الطموح …) ،شباب قروي، معني، فان 30%من الشباب غير مهتم "ممسوقش " و أن 1%منخرطون في الأحزاب  و 3%  لهم نشاط جمعوي  و 85%غير راضين عن الواقع و 80% لا يتقون في المستقبل .والكوجيط الجديد هو " أنا في الافتراضي أنا في الواقع" و كما يقال "الفايسبوك لا يغلبوك "  ففي ظل مجتمع 55% غير راضين عن التعليم و %54 نسبة الطلاق و %36 انفصال .واقع يحيلنا لنبحث في الافتراضي عن الاعتراف ،عن التعبير ،عن تدبير الاعطاب عن الانتماء عن المتعة عن المؤسسة الغائبة في الواقع …

ممكنات التغيير:

ما المانع أن تكون ايجابيا ؟ تحيين الروابط الاجتماعية ، التوزيع العادل للخيرات الرمزية و المادية، تغيير المنظومة التربوية ،التمكين الاجتماعي أولا ثم التمكين السياسي ثانيا ، تغيير السياق ( الهذر ،الأزمة ،الهجرة ) صناعة الأمل في عز الضياع .في المجتمع الياباني ثلاث كلمات رئيسية :

كونيشوا : و تعني أهلا و مرحبا

أريجاطو : و تعني شكرا أي الاعتراف ..

كيزن  :  تعني المرونة

هي مفردات تنفعك في الحياة .ولكل لكل حكاية نهاية، بل لمحاضرة الأستاذ العطري حكاية في النهاية  قصة الصغير للذي خربش في سيارة والده. فلما عرف الوالد ضربه فسقط الولد على رأسه فأدخلته السقطة مدة في غيبوبة ،فلما استفاق قال لوالده ألم تقرا يا أبي ما كتبت  لك ؟ حينها جرى الأب إلى سيارته ليقرأ " أحبك يا أبي " فلابد لنا أن نقرأ الرسائل جيدا ، أن نستثمر في البشر عكس ما فعلناه اليوم و أن نترك الأثر فالبقاء للأثر .

وفي ختام المحاضرة افتتح باب لطرح الأسئلة و المداخلات ،ثم توقيع الكتب. ولعل من أبرز ما كتب الأستاذ العطري كرامة الأولياء  .

الاخبار العاجلة