تلاميذ بثانوية الحسن الثاني التأهيلية يبصمون على مبادرة تكافلية

آخر تحديث :
تلاميذ بثانوية الحسن الثاني التأهيلية يبصمون على مبادرة تكافلية

ميدلت بريس – د.ع.ع.

   في سياق مجتمعي استثنائي، تحالفت فيه ظروف الطقس وتداعيات الجائحة والأزمة الاقتصادية لتفرز مستويات جديدة من العوز والحاجة، بادرت مجموعة من تلاميذ ثانوية الحسن الثاني التأهيلية إلى تجسيد آلية تكافلية تمكنت من خلالها من توزيع مساعدات على بعض الأسر المعوزة بمركز المدينة وببعض الدواوير المحيطة بها.  آلية تجاوزت بعدها الرمزي كسلوك أساسه تخفيف المعاناة عن الغير، إلى ممارسة تعكس مدى التزام المتعلمين العاطفي والقيمي واتصالهم القوي بهويتهم وثقافتهم المجتمعية.

   ولعل ما ميز هذه المبادرة، وعزز فكرة الإشادة بها، كونها تبلورت تلقائيا من قبل مجموعة من المتعلمين، وفروا مساعدات غذائية مهمة وألبسة شتوية، بعدما اقتنعوا بضرورة الانخراط في الفعل الإنساني، الذي أضحى الميل نحوه أكثر إلحاحا، خاصة في سياق دولي أصبح فيه التضامن من العناصر الأساسية التي يقوم عليها السلم الاجتماعي، وأضحت تتفاوت فيه فئات المجتمعات وطبقاتها في القدرة على مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية.

   ومن المؤكد أن مثل هذه القيم تشكل جزءا من الهوية الوطنية للأمة المغربية. وهي حاضرة وبكثافة في مختلف المقررات الدراسية، سواء بشكل صريح أو من خلال سياقات ضمنية. بيد أن دقة المرحلة وخصوصيتها تقتضي أن يتم الدفع بها من مستوى التنظير  إلى حيز التطبيق حتى يتجاوز الفعل التكافلي بعده الخيري إلى مسؤولية يتحملها الأفراد والجمعيات والدولة كل حسب اختصاصاته وإمكانياته.

   وتجدر الإشارة إلى أنه، واعتبارا للأهمية القصوى التي تضطلع بها مثل هذه القيم في خلق مجتمع متضامن، فقد عملت الدولة  على دسترة القيم التضامنية وأشكالها من خلال الفصل 40 من الدستور الذي أكد على أن الجميع يتحمل بصفة تضامنية وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها التكاليف التي تتطلبها تنمية البلاد ، وكذلك تلك الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد. ولا شك أن آثار الجائحة والأزمات الاقتصادية المتتالية  لا يمكن إلا أن تندرج وبشكل صريح ضمن هذه الآفات.

  إن ما يمكن الخروج به من مثل هذه المبادرات، التي من شأنها أن تدعم البرامج الوطنية الرسمية في هذا الخصوص، وأن تعزز قيم الانتماء والمواطنة لدى فئة عمرية يفترض أنها تشكل قوام المستقبل ودعامته، أن الحاجة ملحة للمواكبة والتأطير القانوني

خاصة ما يتعلق بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية ، واستثمار هذه الميول لتعزيز روح المواطنة المبادرة والبناءة.

الاخبار العاجلة